حتى و الفريق الأحمر كان من متزعمي البطولة المغربية خلال المواسم السابقة، فإن عدد الذين رافقوا الحمراء لمدينة فاس سواء من مدينة الدار البيضاء باعتبارها المعقل الأول لجماهير القلعة الحمراء أو من جميع المدن المغربية، خلال المواجهة التي جمعت الفريق الأحمر بالمغرب الفاسي بعد زوال أمس كان بأعداد كثيرة من المرات السابقة التي كان تحل فيها الحمراء ضيفة على الماص أو الوداد الفاسي، رغم أن النتائج الكارثية التي حصدها الفريق الأحمر خلال الشهرين الماضيين.
هذا الحضور الوازن للجمهور الودادي الوفي يؤكد أولا على أن شعبية الحمراء دائما في القمة، ثم الوفاء اللامحدود لجماهير الودادية لفريقها في المقام الثاني، و أنه لا خوف على فريق يجر وراءه جمهورا رائعا في كل شيء، لا يتوانى في تقديم الدعم المعنوي و المادي في السراء و الضراء، ينبغي على المسؤولين المحافظة على هذا الكنز الثمين الذي لا يوجد عند كل الأندية المغربية و حتى العالمية.
الجمهور الودادي كان حاضرا بعدد كبير فاق جمهور الماص، قبل السماح لهذا الأخير بالدخول المجاني مع بداية الجولة الثانية أو ما يصطلح عليه " العباسية " ، كما أن طريقة تشجيع الجمهور الودادي جعلت الجمهور الفاسي و في سابقة فريدة بالملاعب المغربية، يوجه تحية للجمهور الأحمر " تحية ماصوية للجماهير الودادية " ليرد عليه الجمهور الودادي بالمثل.
من جانبه كان تعامل رجال الأمن و من معهم، في غير محله نظرا للاستعمال المفرط للسلطة، و القيام بأشياء غريبة من قبل عدم السماح لطفلة صغيرة باصطحاب قارورة ماء معدني معها على سبيل المثال لا الحصر، على اعتبار أن ذلك يدخل في إطار الممنوعات علما أن هناك بداخل الملعب أشخاص يقومون ببيع المياه الغازية و المعدنية، و هم وفق هذا السيناريو يطبقون سياسة حلال عليهم حرام علينا، فكيف يطالبون الجمهور بعدم القيام بأعمال الشغب...
لم يكن هذا الحادث الوحيد، بل أن نفس الرجال و من معهم، جعلوا الجماهير الودادية ممنوعة من ولوج مركب فاس الكبير رغم حضورها الباكر للملعب و إغلاق الأبواب التي كان يتواجد بها الجمهور الودادي ساعة تقريبا بعد نهاية المباراة، متناسين أن هناك فئة كبيرة عليها العودة سريعا لمنازلها سواء عبر وسائل النقل المختلفة.
دعوة صريحة لمراجعة المقاربة الأمنية، حتى لا تستفحل الأمور أكثر، فليس بمنع طفلة لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات سنقضي على أعمال الشغب التي لا يتردد المدعو حسن فاتح و من معه في دوزيم في نشرها عبر قناتهم الانحيازية كلما تعلق الأمر بمباريات الوداد الرياضي. وحده دون باقي الأندية المغربية.